دراسات فى السياسة السودانية

يناقش الكتاب في عدة مقالات أهم المشكلات والقضايا التي واجهت الإنقاذ منذ استلامها السلطة عبر إنقلاب عسكري في 1989م . كان على رأس المشكلات التمرد في جنوب السودان الذي توصلت فيه الحكومة لاتفاقية سلام شامل لم تؤد لسلام حقيقي ولم تحفظ له وحدته إذ انتهى الأمر بانفصال الجنوب بنهاية الفترة الانتقالية، وما زالت تداعيات التمرد باقية حول النزاع على الحدود. وحرب دارفور التي أخطأت الحكومة تقديرها بأنها حوادث نهب مسلح فاستمرت لعدة سنوات وأسأت كثيرا لسمعة السودان في المحافل الدولية وجلبت عليه الكثير من القرارات الأممية العقابية، ورغم هدوء الأحوال نسبيا إلا أن السلام لم يكتمل بعد مع حركات التمرد. تعرض الكتاب إلى قضايا الحريات وحقوق المواطنة ووضع الأقليات الدينية في الدولة واصلاح هياكل الحكم والسياسة التي تردت كثيرا تحت القبضة الأمنية. حاول الكاتب اقتراح الديمقراطية التوافقية أساسا لنظام الحكم. وأدلى بدلوه في محاولة لإصلاح هياكل الحكم القائمة لعلها تؤدي إلى مزيد من الاستقرار السياسي، كما أراد أن يذكر الحركة الإسلامية الحاكمة بأطروحاتها النظرية قبل أن تستولي على السلطة عبر إنقلاب عسكري. وقام الكاتب بتحليل العلاقة السودانية المصرية التي جنحت للتوتر في الفترة الماضية. لجأت السلطة مؤخراً إلى عقد حوار وطني شامل للتوافق حول نظام الحكم، إلا أن الحوار جاء منقوصا بغياب قوى عسكرية وسياسية فاعلة.