النص الشعري من النسق إلى السياق

تقدم هذه الدراسة الموسومةبـ(النّص الشّعريّ من النّسق إلى السّياق) ثلاث مُقاربات في نُصوص شعريّة؛ قديمة وحديثة ومعاصرة، وتنطلق من حقيقة أنّ النصّ، مهما تكن الزاوية الّتي ننظر إليه منها،يبقى في لغته وفي بنبته وفي دلالته ومعناه نسقا مفتوحا غير مغلق، ممدودا غير محدود، ناقصا غير مكتمل، متحرّكا غير ساكن. وأنّه يفهم ويؤّوّل في ظلّ سياقاته وفي ارتبطاته بمرجعياته. وإنّ أي محاولة لعزله عن انتماءاته وقطعه عن ملابساته وفصله عن خلفياته محاولة خاسرة، وعمليّة مشوّهة لماهيته النّاصعة الّتي بها يقوم وجوده ويستقيم كيانه.ولا يعني ذلك أنّ النّص عاجز عن أداء معناه في ذاته وقاصر عن القيام بوظيفته من تلقاء نفسه، ومادام له كيانه فله منطقه وفلسفته وبنيته وآلياته، وإنما يظل مجافيا لمعناه مخالفا لدلاته خارجا عن سياقه...مُفْرَغًا من المعنى.. إن اكتُفِي في تأويله به مجرّدا معزولا عن كل سياق. إنّ النّص الأدبيّ، أيّ نصّ، ابن بيئته وجغرافيته وابن عصره وتاريخه وابن ثقافته، بل وابن مؤلّفه قبل أنّ يتبناه قارئه ويدّعي أبوتّه الزّائفة، وهو في الأخير ابن جنسه الأدبيّ الّذي يأخذ منه ملامحه وقسماته وألوانه. على هذا الأساس تعالج هذه الدّارسة ثلاثة نُصوص شعريّة مختلفة من خلال مقاربة إحالية على مستوى اللغة وتناصيّة على مستوى النّصوص فتفهم النص في علاقة عناصره وأشكاله بلغته وفي صلة مكوناته ومضامينه بثقافته.