مقاصد الشريعة الإسلامية عند الإمام الغزالي

التشريع الإسلامي تشريع إلهي، أنزله الله تعالى لتنظيم حياة البشر حتى يتمكنوا من عبادته و الخلافة في الأرض و تعميرها بالخير و الصلاح، و لذلك جاءت أحكام التشريع الإسلامي متضمنة لحكم و معان سامية توصل العباد إلى الغاية من وجودهم فوق هذه الأرض، و هذه الحكم و المعاني التي احتواها هذا التشريع بمجموعها يعبر عنها بمقاصد الشريعة الإسلامية. ومن أبرز العلماء الذين تحدثوا عن المقاصد الإمام الغزالي رحمه الله في كتبه كالمنخول، و المستصفى، وأساس القياس، وشفاء الغليل، والإحياء، وغيرها، ومنهج الغزالي في المقاصد هو تتمة لما بدأه شيخه الجويني في كتابه البرهان في أصول الفقه، ثم تتابع العلماء بعدهما في إثراء هذا العلم والتوسع فيه، حتى جاء الإمام الشاطبي الذي شاد للمقاصد صرحا عظيما على أسس غزالية، وفي العصر الحديث قام الإمام محمد الطاهر بن عاشور بإحياء علم المقاصد وفتح الباب أمام الباحثين لتطويره وتوسيعه. ونظرا للسبق الذي حازه الغزالي في هذا الميدان، كان جديرا بأن يدرس جهده المقاصدي في رسالة علمية، وهذا ما حدا الباحث إلى اختيار هذا الموضوع.