حركات الإسلام السياسي و الجذور العقدية للتطرف

تعتبر ظاهرة التطرف المرفوق بالعنف من الظواهر التي أسالت وما زالت تسيل الكثير من المداد، لما تتميز به من تشابك وتداخل بين مجموعة من العوامل، منها ما هو سياسي ومنها ماهو عقدي أو إجتماعي صرف. لذلك فقد تعرضنا في هذا الكتاب لظاهرة التطرف في إطارها النظري من الناحية النفسية والسوسيولوجية، أنواع التطرف أشكاله وعلاقته بالعنف و الإرهاب قبل أن نتطرق لمنظومة الحركات السياسية ذات الخلفية الإسلامية، مع بعض التأصيل للتعرف على تصانيفها وكذا مواقفها من العمل السياسي قبل الغوص في الجذور التاريخية والعقدية للتطرف وعلاقته بتلك الحركات. ولايكتفي الكاتب بالتوصيف و المعاينة مع الإستعلاء الديماغوجي، ولكن الهدف هو أنه بعد أي عمل تشخيصي علينا أن نكون قادرين على اقتراح حلول وعلاجات لهذه العلة و إلا فالوصف المجرد ماكان ليغني ولا أن يسمن من جوع. من أجل ذلك ينتهي الكتاب ببعض الإقتراحات في محاولة لتحجيم والقضاء على هذه الظاهرة ومحاولة استأصالها من جذورها. كل هذا في إطار الأشغال البحثية التي يقوم بها الكاتب في إطار المجهود الفكري و التوعوي المنوط بالنخبة المثقفة التي عليها أن تلعب دورها التاريخي في توعية الأجيال القادمة، و تبيين ما يمكن تبيينه لتمكينها من التفريق مابين ماهو حقائق تاريخية وأخطار فكرية وجب تجنبها ومقارعة ما نشز منها وابتعد عن الإعتدال، و بين ما هو بروباغندا حاقدة ممن يحاربون كل ماهو إسلامي.