الحق في سلامة الجسم بين القُدسية والضرورة الطبيّة

تشكّل هذه الدراسة بحثًا لموضوع الحق في سلامة الجسم بين القدسية والضرورة الطبية في الفقه الإسلامي و التشريع الجزائري ، وبالتالي فهي دراسة مقارنة لها ارتباط وثيق بموضوع حقوق الإنسان، خصوصا بعد التطور العلمي وظهور أجيال جديدة لحقوق الإنسان تتماشى وهذا التطور، وذلك بعد الجيل الأول المتمثّل في الحقوق المدنية والسياسية، والجيل الثاني المتمثل في الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، والجيل الثالث الذي يضمّ حقوق جماعية، حيث يعتبر الحق في سلامة الجسم من أبرز الحقوق الجديدة التي أفرزها التطور البيوطبي، وهو من الحقوق المقدسة التي تثبت للشخص بمجرد وجوده كحق الحياة، والحرية، والمساواة، لهذا يطلق عليها الحقوق اللصيقة بالشخصية، غير أنّ هذا الحق ليس على إطلاقه بل ترد عليه بعض الاستثناءات حيث لا تبقى السلامة الجسدية حقا مطلقا للإنسان؛ بل هناك أحوال يبيح فيها الفقه الإسلامي والقانون الجزائري المساس بسلامة الجسم استعمالا للحق، ومن هذه الأحوال العمل الطبي ، فيباح للطبيب المساس بجسم المريض بقصد العلاج وتحقيق الشفاء، إلّا أنّ تلك الإباحة تبقى نسبية وليست مطلقة، لما قد يترتب عليها من تجاوزات.