لسانيات النص

غني عن البيان أن كل معرفة جديدة في كل حقول المعرفة لا تولد من فراغ بل هي ناتجة عن قراءة نقدية جريئة وبناءة للمعارف السابقة أو المعاصرة. فعلى سبيل المثال كان ميلاد لسانيات النص ذا علاقة وثيقة بلسانيات الجملة(نقد وامتداد). يحاول هذا الكتاب إلقاء الضوء على العلاقة القائمة بين لسانيات الجملة ولسانيات النص. ومن جهة أخرى يقدم بطاقة تعريفية لهذا العلم الجديد (لسانيات النص) وذلك بالتركيز على أربعة عناصر أساسية وهي: التاريخ (والمقصود به الموقف النقدي الابستمولوجي من المعرفة السابقة) والموضوع (والمتمثل في النص الذي عرف تعريفات عديدة بتعدد الأزمنة والعلماء وزوايا النظر) والمنهج (والمتمثل في التركيب حيث يتم ربط البنية اللغوية للنص بالسياقات المحيطة والتي ساهمت في إنتاج النص) والغاية (وتكمن في تحقيق الاتصال من خلال النصوص). إن هذه العناصر لا تحدد ماهية العلم فحسب، بل تقف على السمات الجوهرية التي تميزه عن غيره من العلوم اللسانية مثل لسانيات الجملة ولسانيات الخطاب والتداولية وغيرها.