الوحده عند فاطمه ناعوت

إن الشعور بالوحدة والحزن والاكتئاب الناجم عنه، يتواجد بكثرة في الأدب العربي المعاصر، وهذا یرجع إلى نمط الحیاة الحدیثة الذي يجلب الناس إلى الفردیة والعزلة أیضا. وقد تحدثت الشاعرة المصریة المعاصرة "فاطمة ناعوت" بصوت عالٍ عن وحدتها وعزلتها أکثر فأکثر، وعن الحیرة والارتباك الذي نشأ عن هذه الوحدة. یبدو أن ما يجعل هذا الموضوع أكثر بروزًا في شعرها هو انعكاس مشاعرها واهتماماتها الأنثویة التي تجعل من الصعب علیها الوقوف أمام هذه الکتلة المتراکمة من الهم أو الحزن والقلق والیأس الناجم عن الوحدة . ویسعی الباحثون من خلال الدراسة أن یسلطوا الضوء علی واحدة من المجموعات الشعریة لفاطمة ناعوت المعنون "اسمي ليس صعباً" ليبحثوا عن العوامل المؤثرة في شعورها بالوحدة والکشف عن جذورها النفسیة والاجتماعیة والثقافیة. إن استخراج المفردات والمفاهيم الدالة علی الوحدة والعزلة وتحلیلها للوصول إلی أصول تشكیل هذا الشعور في قصائد هذه المجموعة هو الهدف المنشود . فمن خلال فحص وتحلیل العدید من الأمثلة المشتملة على مفهوم الوحدة والعزلة، استنتج الباحثون أن فقدان الأم والزوج وکون الشاعرة في حصار من القیود الاجتماعیة التقلیدیة وعدم استقلال المرأة وحریتها في المجتمع المصري الذي یهیمن علیه الذكور هي من أهم العوامل التي ساهمت في تفاقم الوضع بالنسبة إلى المرأة المصرية وبالتالي سببت الشعور بالوحدة والحزن لدی "فاطمة ناعوت".