من الاستغراب إلى الغربوفوبيا

حاولنا في هذا العمل تفكيك صورة الآخر الغربي في الخطاب الأيديولوجي العربي مقتصرين في استجلاء تلك الصورة على التيارين الماركسي والقومي، وقفنا من خلالهما على طبيعة المواقف السياسية والمنطلقات الأيديولوجية متتبعين أبعاد كل ذلك على المستويات الفكرية والثقافية، وأثر ذلك على المخيال الجمعي العربي، وبناء على ذلك فإنّ البحث يسعى إلى بناءً على ذلك فإنّ البحث، يروم دراسة ونقد مقولات الخطاب الإيديولوجي العربي- بشقيه القومي والماركسي- وتفكيكه إلى عناصره الأساسيّة المؤثّرة في تشكيل الصّور النّمطية عن الغرب. يعالج هذا البحث إذن إشكالية أساسية تنتمي لحقل العلوم الاجتماعية والإنسانية وتندرج ضمن إطار المعرفة بالآخر الغربي وما يعتور هذه المعرفة من أحكام مسبقة، ومواقف جاهزة، تمتح من خلفيّات سياسيّة ومصلحيّة وثقافيّة، تمتدّ جذورها في ترسّبات الأحداث والصراعات التاريخيّة، وتنتج علاقة يسودها التّشنّج والتّوتّر الدّائمين، ممّا يحتم ضرورة مراجعة الخلفيّات الإيديولوجية المتحكّمة في رؤية الآخر في الوجدان السياسي العربي، بهدف تجاوز عوامل الصراع وتقديم نماذج تفسيريّة بديلة عنها، تسعف في بناء تصور عاكس لحقيقة الغرب، وتساعد في ترتيب علاقات أكثر انسجاما معه وأرحب أفقا.