النقد السياقي الجزائري

بداية الستّينيّات من القرن الماضي حاول نقّادنا التّأسيس لخطاب نقدي وذلك بمحاكاة ما أوجدته الأقلام النّقديّة العربيّة خاصّة المشرقيّة، أو بمزاحمة هذه الأقلام ومنافستها. فخاضوا في كلّ ما كان سائدا وبحسب معطيات كلّ عصر من مناهج ونظريّات واتّجاهات نقديّة، فقد بدأ بعضهم بالمنهج التّاريخيّ فتعرّضوا -في معظم ما أنتجوه- للأدب الجزائريّ قصد التّأريخ له، ثمّ عاصرهم أو جاء بعدهم -في بعض الأحيان- من تبنّوا المنهج الاجتماعيّ للنّهوض بالمجتمع لإحساسهم بمهمّتهم في مسايرة التّطور الّذي بدأت تشهده جزائر الاستقلال. ليتحوّل مسار هذا النّقد إلى تبنّي الواقعيّة الاشتراكيّة، والّتي فرضتها ظروف خاصّة بتوجّه السّلطة الحاكمة آنئذٍ، بينما نجد بعض النقاد قد اشتغل على المنهج النّفسي وتبناه في أعماله النّقديّة وهم قليل، في حين اتّجه البعض الآخر إلى المنهج التّأثيري الانطباعيّ، وكلّ ذلك كان في حدود السّياق، وقد كان هذا النقد متراوحا بين الكثرة والقلّة، وبين الجودة والتّواضع.