التسوية السلمية للنزاع الموريتاني السنغالي

تكمن أهمية الكتاب الذي بين يديك في أنه يعطي قارئه فكرة عامة عن العلاقات البينية فيما يعرف ب"نقاط التماس". ونقصد ب" نقطة التماس" الحدود الجغرافية بين بلدين يجمعهما التاريخ والحاضر والمستقبل المشترك. فالكتاب يتناول "الحل السلمي" لأزمة العلاقات الثنائية بين موريتانيا والسنغال ؛ أزمة عرفت محليا ب"أحداث ابريل 1989". وقد وصفت "أحداث ابريل 1989"بأنها انقطاع في العلاقات بين البلدين؛بل إن البعض يرى أنها لا تقتصر على المستوى الثنائي وإنما تتعداه إلى المستوى الإقليمي باعتبارها أزمة غير بسيطة ، ظهرت في منطقة حساسة من العالم، وأنها تنذر بتوليد المزيد من الاحتكاك بين العالمين العربي والإفريقي ، إذا هي لم تحظى بالحلول الدبلوماسية الناجحة. فالكتاب يتناول ظهور الأزمة ،وكيف تمت تسويتها؟ ويطرح أسئلة حول الآفاق المستقبلية وكيفية تفادي هذا النوع من الأزمات؟ خصوصا وأن المنطقة تشهد تغيراً جذرياً بفضل الاكتشافات الغازية والتي باتت على وسك الاستخراج وهو ما جعل المنطقة محط انتباه العالم.