تعتبر مهنة الترجمان من أقدم المهن في الجزائر، بفعل حركات الغزو التي توالت على هذه البقعة الجغرافية عبر التاريخ، و ما أفرزته تلك الحركات من حاجة إلى وسطاء لغويين يلعبون دور همزة الوصل بين أطراف مختلفة، تتحدد مواقعها وفق السياق التاريخي. فاحتلت الترجمة في الجزائر أدوارا مختلفة باختلاف الحقب الزمنية و الإطار الذي تمارس فيه. فقد تصدرت مهنة الترجمان قائمة المهن الموروثة عن العهد العثماني. و استخدم الجزائريون خلال فترة الاحتلال لفظ "المترجم" traducteur في المجال القضائي بمعنى كاتب الضبط و "المترجم الفوري" Interprète بمعنى محامي. فلعل الدور الرئيسي الذي لعبه هذا النشاط اللساني إبان الحقبة الاستعمارية، هو الوساطة بين الإدارة الاستعمارية و الأهالي و اتخذت الترجمة أيضا خلال الحقبة الاستعمارية شكل المنهج التعليمي للغة الفرنسية، حيث كانت طريقة الترجمة و النحو GTM هي الشائعة في القرن التاسع عشر و بداية القرن العشرين. بعد الاستقلال تحولت الترجمة في الجزائر إلى وسيلة لتعريب التعليم و الإدارة، إذ بمجرد نيل استقلالها، اتجهت الجزائر إلى سياسة التعريب للتخلص من لغة المستعمر، التي كانت اللغة الرسمية و إحلال اللغة العربية محلها في التعليم و الإدارة و مختلف مناحي الحياة، ليكون الاستقلال السياسي مدعما بالاستقلال الثقافي.
Détails du livre: |
|
ISBN-13: |
978-620-2-35655-8 |
ISBN-10: |
6202356553 |
EAN: |
9786202356558 |
Langue du Livre: |
عربي |
de (auteur) : |
بوخلف فايزة |
Nombre de pages: |
204 |
Publié le: |
09.11.2018 |
Catégorie: |
Langue et Sciences littéraires |