دراسات في تاريخ بلاد الشام خلال العهد العثماني 1516- 1916

تناولت الدراسات الفترة الممتدة بين عامي 1516- 1916 تمثلت في الفترة الانتقالية من الحكم المملوكي إلى العثماني، مروراً بأواخر الحكم العثماني للمنطقة وما تبعها من تحولات واسعة في كافة الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والعلمية, وتطور الأوضاع الاجتماعية والفكرية في بلاد الشام ، ونمو القوى المحلية التي زعزعت من أمن الناس, وتردي الأوضاع الاقتصادية عما كانت عليه في سابق عهدها, وتفشى الفساد في الأجهزة الإدارية, والمتتبع لما أوردته المصادر يلاحظ الانفتاح الذي شهدته بلاد الشام , حيث وجد الأهالي أنفسهم في القرن العاشر الهجري / السادس عشر الميلادي عاجزين عن مواجهة ثقافات مجتمعات جديدة عليهم , لينبعث في المجتمع الشامي صراع فكري شارك فيه إلى جانب العرب الأروام , والعجم , والأكراد , وزاد الأمر سوءاً التحول الذي طرأ على بلاد الشام مع قدوم العثمانيين الذين انفردوا بمذهبهم الحنفي, وأقصوا العناصر العربية في الوظائف والمرتبات , واستبدلوهم بعناصر رومية جديدة في أجهزة الدولة, والتعليم , والقضاء, وكانوا عاجزين عن إيجاد التواصل والانسجام مع المجتمع الشامي, فلم يتقبل الناس إجراءاتهم التي كانت بعيدة عما اعتادوه وتعارفوا عليه . ورصد الكتاب تطور وضع القدس الاجتماعي والفكري، وما استحدثه الوجود العثماني من تطورات في القدس، والاهتمام الغربي بالقدس بعد دخولها في الحكم العثماني .