الحوار والعيش المشترك

في هذا الكتاب إن الذي لا يقرأ التاريخ أو ينساه سوف يكرره ويعيد نفس الأخطاء التي ارتكبها سابقوه ، ولعل البشرية اليوم قد وعت دروس الماضي وأدركت أن كل أمة منها بحاجة إلى غيرها من الأمم ، وأن هناك تحديات مشتركة يجدر بها التعاون والتكامل على مجابهتها ، ولا سبيل إلى تحقيق تلك الحاجة إلا بالحوار والتفاهم ويطرح الموضوع بهذه المقدمة مجموعة من التساؤلات تتعلق بالمقصود من الحوار الحضاري و بأسباب وأهداف وعقبات وضوابط هذا الحوار ومع من يكون ؟ وهل هناك تجارب سابقة؟ وما هي نتائجها وما أسباب فشلها إذا فشلت أو نجاحها إذا نجحت ؟ وهذا ما سنعالجه في هذه الورقات . ويستمد موضوع حوار الحضارات أهميته من واقع البشر ومن أهداف الموضوع ، في زمن أصبحت فيه حقوق الإنسان عنوانا كبيرا في العالم كله والنزاعات المستمرة تهدد هذه الحقوق في كل مكان ، ولذلك تبنته هيئة الأمم المتحدة ، و مشروع حوار الحضارات. إن الكثير من النزاعات والحروب لم يكن لها أن تحدث لو ركنت جميع أطرافها إلى الحوار والتفاهم ، ولا يُطلب من أحد أن يتخلى عن دينه ولا عن خصوصياته في هذا الحوار، وإنما المطلوب هو أن يحترم كل طرف خصوصيات واختلاف الآخر من أجل عيش مشترك آمن يعود على البشرية بالخير العميم.، وعلى البشرية أن تعي بأن الرزق موجود مع الخلق.