أضواء على دولة الإسلام الأولى

منذ غمر نور الإسلام أرجاء المدينة المنورة غمرها العدل وقد كان يسكنها من آمن بالإسلام من المهاجرين والأنصار، ومن ظلوا على وثنيتهم وشركهم، أو من اليهود، فقد كان لللجميع نفس الحقوق والواجبات التي تضمنها بنود وثيقة المدينة التي تلزم الجميع على السواء، وهي الرسول صلى الله عليه وسلم بعد استقراره فيها.إن أهم الأسس التي تقوم عليها الدول الإسلامية: السيادة للشرع الحنيف، وأن السلطان للأمة، والعدل، والمساواة، والحرية، والشورى. إن بناء الرسول صلى الله عليه وسلم لدولة الإسلام الأولى في المدينة المنورة مازال في حاجة إلى المزيد من الدراسات والبحوث لأن هذا البناء استلزم عملًا وخطة ومنهاجًا يحمل في ثناياه آليات التخطيط الجيد والإعداد المحكم السابق على التطبيق في ضوء مرجعية إلهية حقة وعصمة نبوية صادقة، وفيها من السوابق في مجال ثقافة المواطنة وتطبيقها التي لم يكن يعرفها العالم بعد وفيها احترام التنوع الثقافي والإنساني التي مازالت تسعى هيئة الأمم المتحدة ومنظماتها من أجل إرساء قواعدها. كما أننا سنتعرض لعلاقات المسلمين باليهود في عصر النبوة أي في ظل دولة الإسلام الأولى لأنها مصدر ومفاتيح للعلاقات العربية ـ الإسرائيلية التي تدور اليوم، وليست ببعيدة عن أحداثها، ووجوب تصحيح الروايات الكاذبة الصادرة من الأبواق الغربية بتحريض من الآلة اليهودية بتفسيرات دموية لتاريخ الإسلام في تلك الحقبة