إذا كانت التداولية تقوم عند أصحابها على جملة من النظريات المهمة فإن نظرية الفعل الكلامي تشكل النواة المركزية لها، إذ لا يكاد يخلو مؤلف في الدراسات اللغوية الحديثة من التعرض لهذه النظرية بطريقة أو بأخرى ذلك أنها استطاعت أن تؤصل القيمة البراغماتية للعمل اللغوي التداولي؛ حيث جعلت من طبيعة الفعل اللغوي حدثا مؤثرا بل ومغيرا للعالم، فهذه النظرية وعبر واقعيتها العملية أعادت تشكيل العالم من خلال اللغة مستندة على حدودها الدلالية والوظيفية ومعتمدة على قوتها الإنجازية، فقد تحولت معها وظيفة الظاهرة اللسانية من الوصف والإخبار إلى الإنجاز والتأثير، فاللغة إذن ليست بنية ودلالة فحسب بل هي أيضا فعل كلامي نؤدي من خلاله أغراضا مختلفة، والكلام ليس عملية تبادل للأخبار فقط بل هو أيضا فعل مضبوط بقواعد دقيقة يرنو إلى تغيير حال المخاطب وموقفه، وفهمنا للكلام يعني تشخيص مضمونه الإخباري، وتحديد غرضه التداولي أي قيمته وقوته الإنجازية ونحن مقتنعون بأن أفق هذه النظرية واسع جداً وأن تطبيقها على التراث العربي مفيد جداً خاصة وأن بذورها موجودة فيه أصلاً، ويمكن استثمار هذه النظرية لدراسة الخطاب القرآني وفهمه كونه خطابـا يتَّسم بالتفاعلية والتواصلية فقد تنوعت أساليبه بتنوع المخاطبين من مؤمنين وكفار وأهل كتاب. ولكن إثراء هذه النظرية عمليا يحتاج إلى بحث علمي متعمق لا سيما فيما تعلق بفعل الكلام الكلي أو النصي
Détails du livre: |
|
ISBN-13: |
978-620-2-35998-6 |
ISBN-10: |
6202359986 |
EAN: |
9786202359986 |
Langue du Livre: |
عربي |
de (auteur) : |
عبيد بن حملة |
Nombre de pages: |
196 |
Publié le: |
26.02.2019 |
Catégorie: |
Langue et Sciences littéraires |