العلاقات التجارية بين الإقليم الصحراوي للمغرب الأوسط وبلاد السودان

يندرج موضوع هذا الكتاب في إطار التَّواصل الحضاري الذي كان طرفاه بلاد المغرب بقسمه الأوسط وبلاد السُّودان خلال العصر الوسيط، ذلك النِّطاق الجغرافي الذي أطلقت عنه المصادر الإخباريَّة العربيَّة ببلاد السودان الذي يقع جنوب الصحراء الكبرى، والممتد بين البحر المحيط غربا وبلاد النوبة شرقا. إن هذه الرُّقعة الجغرافية السَّالفة الذكر ارتبطت بعلاقات تاريخيَّة مختلفة الجوانب مع المراكز الحضاريَّة لصحراء المغرب الأوسط بالرغم من بعد الشّقة وأخطار الرِّحلة، فقد تيسرت الصِّلات بين الضِّفتين، فالصَّحراء كما هو معلوم وما يرتبط بها من أهوال ومخاوف، كانت عاملا من عوامل الاتصال. وتعد العلاقات التجارية إحدى هذه الجوانب التي على ما يبدو كانت لها السبق في مد جسور التواصل بين الحواضر الصحراوية المغرب الأوسط وبلاد السودان خلال القرون الثالث والتاسع الهجري/ التاسع والخامس عشر الميلادي.