الخطاب الإسلامي المعاصر

بسم الله الرحمن الرحيم مقدمة يمثل الخطاب الإسلامي المعاصر أبرز الخطابات الفكرية والثقافية فضلا عن الدينية منذ عصر النهضة العربية . نظرا للمنزلة التي يحتلها الدين في حياة شعوبها ، كونه أبرز عامل جمع بينهم ، منذ انتشار الإسلام خارج شبه الجزيرة العربية. وقد حظي هذا الخطاب بالاهتمام المطرّد كلّما زاد الحراك الاجتماعي والديني والسياسي والثقافي في المجتمع العربي ، حتى غدا أبرز أنواع الحراك وأشدها تأثيرا عليه . فغني عن القول أنه صار المؤثر الأوفر حظا في الاهتمام به؛ لامتداده ، ونوعية هذا الامتداد الذي لا جدال في وصفه بالعمق بعيد الغور. وهو بالتالي المشروع الأبرز من بين المشاريع المطروحة للتغيير . تباينت المواقف الفكرية والسياسية –خصوصا- إزاءه أشد ما يكون التباين ، ربما لميزة التجذر الشعبي التي تميزه بها إذا ما قُورن ببقية المشاريع التي تبقى في مجموعها مشاريع نخبوية ، ربما عدا المشروع القومي الذي لاقى شعبية كبيرة في خمسينيات وستينيات القرن العشرين ، نظرا لشخصية أبرز زعمائه السياسيين الرئيس الراحل جمال عبد الناصر [ 1918 ـ 1970]، وما طبع المرحلة العربية من صراع مع العدو الصهيوني . ويُضاف للخطاب الإسلامي بعد أوسع ؛ لتحوله إلى حالة حضور عالمي بناء على ما انتهت إليه بعض مشخصاته من تشكل سياسي ، وجماعاتي انتقل بالخطاب إلى مرحلة جديدة ، هي مرحلة الوجود الإكراهي لواحد من أطياف هذا الخطاب