أساليب التنشئة في الأسرة الجزائرية والسلوك العدواني لدى الأطفال الصم

إن العملية التربوية التي تمُارَس داخل جدران البيت لها وقع كبير في التأثير على بناء شخصية الطفل الأصم، وتوافقه النفسي والاجتماعي، عن طريق تفاعل أساليب التنشئة الأسرية مع البيئة الاجتماعية التي يعيش فيها الطفل الأصم، فهي تهيئه للتغلب على مشكلاته من خلال إشباع حاجاته والتعامل مع ما تقتضيه إعاقته بصورة طبيعية، وبذلك تسعى إلى الحد من التأثير السلبي للإعاقة السمعية على الطفل الأصم، من أجل الوصول به إلى حالة ايجابية متكيفة مع البيئة الاجتماعية. وتظهر أهمية الأسرة في تنشئة الطفل الصم من خلال أساليب التنشئة الأسرية التي يعتمدها الأبوان في توجيه سلوكات الطفل الأصم وبناء شخصيته وإعداده للمستقبل، فنضج وسواء الشخصية الاجتماعية للطفل الأصم لا تتوقف على الوقت الذي يقضيه مع الأبوين بقدر ما يتوقف على نوع المعاملة وأسلوب التفاعل والطرق التي يتصرفان بها معه، لأنه لا يقتصر تأثير أساليب التنشئة الأسرية على السلوك والعادات والقيم الاجتماعية في واقع الطفل الأصم داخل الأسرة بل يمتد إلى المدرسة.