تحولات مصطفى سعيد في فيلادلفيا مسقط رأس الولايات المتحدة

لا أرغب بالطبع في تقديم هذا النص الروائي. ليس ذلك أمراً جائزاً أصلاً. فقط أرغب في أن أقول إن هذا العمل يأتي في سياق يشابه ذاك الذي ولدت فيه أعمال مثل عصفور من الشرق، والضوء الأزرق، وموسم الهجرة إلى الشمال، وأمريكانللي. وهو بهذا المعنى يتفاعل معها. ربما إن إلمام القارئ ببعض هذه الأعمال قد يكون مفيداً في قراءة هذه الرواية، وإن لم يكن شرطاً ضروياً لذلك. في هذا المنحى تكتسب رواية "موسم الهجرة إلى الشمال" وشخصيتها الرئيسة "مصطفى سعيد" أهمية خاصة. بالطبع هناك اختلاف جذري بين شخصية ماجد بطل هذه الرواية الذي يواجه الآخر الغربي بمزيج من العقلانية السوداء التهكمية وبين مصطفى الذي يواجهها بشيء من جنون الصوفية. هناك فشل في الفهم والتواصل في حالة مصطفى سعيد وهنا فشل في الوصول إلى أية تسوية فيما يتصل بالواقع السياسي الاقتصادي الثقيل. ولذلك فإن حل مشكلة الصراع عند مصطفى مفتاحها في نجاح الحب والاستيعاب المتبادل، أما في حالة ماجد وريتشل فإن تحاوز الصراع عن طريق حسمه قد يكون هو المدخل الصحيح لوجود أية علاقة إنسانية ناهيك عن الحب. لذلك لم يكن الحب ولا حتى الاتصال الجنسي الفج ذاته ممكنا في حالة ماجد يحاول النص أن يكون رواية تعيش في سياق اللحظة التي صعد فيها أوباما الى سدة الحكم، واعداً بأن يرعى الحمل الى جانب الذئب، وقد كان المؤلف حيها يعيش في مسقط رأس أمريكا واتيحت له الفرصة لعيش الأكاذيب الذهبية