المحاسبة الإدارية بين الفكر التقليدي والاتجاهات المعاصرة

انتقلت المحاسبة الإدارية من مجرد نظام ينتج المعلومات اللازمة لمساعدة الإدارة على أداء وظائفها الرئيسية ممثلة في التخطيط والتوجيه والرقابة واتخاذ القرارات، بما يكفل التنفيذ الكفء والفعال لمختلف وظائف الوحدة الاقتصادية، إنتاجية وتسويقية وإدارية؛ إلى شريك في إيجاد ودعم المزايا التنافسية، وتوليد القيمة لمختلف أصحاب المصالح بدأً بالمساهمين الحاليين والمستثمرين المحتملين، ومروراً بالموردين والعملاء والعاملين، وانتهاءً بالمجتمع المحيط بالوحدة الاقتصادية. وأصبح المحاسب الإداري عضواً في فرق العمل المختلفة سواء المسئولة عن تصميم المصنع، أو تصميم المنتج، أو وضع جداول تدفق الموارد في ضوء خطط الإنتاج، بالإضافة لمشاركته في الرقابة على الجودة، وقياس ما يرتبط بها من تكاليف، وببساطة أصبح المحاسب الإداري هو الوجه الآخر للعملة في كل نشاط من أنشطة الوحدة الاقتصادية. وقد جاء هذا التطور كاستجابة من المحاسبين لجهود مهندسي التصميم والإنتاج وخبراء التسويق الساعية لتحقيق مزايا تنافسية للوحدة الاقتصادية تضمن لها البقاء والاستمرار في عالم يموج بالتغيرات الاقتصادية المتلاحقة، وتشتد فيه المنافسة كنتيجة طبيعية للاتجاه العالمي نحو تحرير التجارة الدولية. واتسع نطاق المحاسبة الإدارية ليتعدى المنظور الداخلي قصير الأجل، إلى تبني التوجهات الإستراتيجية طويلة الأجل.