ولا يمكن فهم الشعر إلا من خلال مصادره التي تبقى مجرد مادة أصيلة تغنيه وتقويه. ولا قيمة شعرية لها في ذاتها. فالشاعر يأخذ من هذه المصادر بطريقة خاصة به حسب رؤيته المعرفية والفنية، ورغم أنها لا تحدد ماهية الشعر بصفة نهائية، فهي تغنيه وتجعله ليس مجرد فكرة أو رأي أو موضوع معرفي ما، بل نظام وطريقة ورؤية متمعنة للحياة والواقع والكون. وبالتالي فما يحدد الشعر هو الشعر نفسه، الجنس الأدبي بكل تجلياته الجمالية والفنية والأسلوبية. فالشعر يحتاج إلى ثقافة ورؤية عميقة على المستوى الفني والفكري، لأنه ليس كلاماً جميلاً مدهشاً فقط بل هو موقف واضح من الحياة عامة. إنه تفسير وتغيير معاً، ولا يمكنه أن يقوم بهذا الدور دون استناده إلى ثقافة معينة. وهو يهدف إلى تجميل الحياة والعالم من خلال تصويره الفني للأفضل وتكريس الحرية الفنية والفكرية والتعبيرية. والشعر ليس صناعة فنية وأسلوبية مدهشة بل هو موقف أيضاً وتصور خاص للحياة والكون.
Détails du livre: |
|
ISBN-13: |
978-3-330-84416-2 |
ISBN-10: |
3330844167 |
EAN: |
9783330844162 |
Langue du Livre: |
عربي |
de (auteur) : |
عزيز العرباوي |
Nombre de pages: |
164 |
Publié le: |
21.12.2016 |
Catégorie: |
sciences littéraires comparées et générales |