التعمر السكاني في مصر

التركيـب العمري لأي مجموعة سكانية من أبرز الخصائـص الديموغرافية ذات الدلالة علـى إمكانيـــات هذا المجتمع، الظاهـرة منها والكـامنة، والعـاجلة منها والآجلـة، لأن تـوزيع أفراد المجموعـة السكانية على فئـــات العمر المختلفة يؤثر تأثيراً كبيرًا على الظواهر الديموغرافية مثل الخصوبة والوفـاة. ومن أهم هذه التطورات في التركيب العمري للسكان هو ظاهرة التقدم في العمر"التعمر"، ويطلق لفظ المعمر على كل فرد وصل عمره إلـى أكثـر من ستيـن عاما، ومن المتوقـع أن يتغير التركيـب العمــري للسكان في اتجاه زيادة نسبة المعمريـن، مع ارتفاع أمد الحياة عند الميلاد، وقد بدأت الإرهاصات الأولى لظاهرة التعمر بعد الحرب العالمية الثانية، حيث تحسنت مستويات الصحة العامة واتجهت معدلات الوفاة إلى الانخفاض وأيضا الخصوبة بعد ممارسة تنظيم الأسرة ممـا أدى لزيـادة عدد المعمرين في العـالم بأكمله وخاصـة الدول المتقدمة. تتطلب شريحة المسنيـن توفيـر نــوع خاص من الرعايــة المتكاملـة من قبل الدولـة والمجتمع في ظل متغيرات كثيرة طرأت على المجتمع لا سيما تراجع دور الأسرة التقليدي في رعاية المسنيـن، خاصة فيما يتعلق بتحول نمط الأسرة من أسرة ممتدة إلى أسرة نووية.