موقف مجلس النواب اللبناني من العدوان الثلاثي على مصر عام 1956

منذ اعلان تشكيل الدولة اللبنانية عام 1920 وحتى اليوم عانى اللبنانيون طويلاً من النظام الطائفي الذي مكن فئات سياسية طائفية صغيرة ان تتحكم بمصير الوطن بأسم الطائفة واصبحت بمرور الزمن اقطاعيات سياسية تستمد قوتها ونفوذها من الخارج الذي لم يتوانى عن التدخل بشؤون لبنان الداخلية ويفرض اجنداته ومشاريعه بفعل التصافق المصلحي مع فرقاء الداخل , والضحية الاولى في هذا الصراع الطويل المواطن اللبناني بغض النظر عن الطائفة التي ينتمي اليها فهو الذي عانى ويلات الحروب والتهجير والفقر واضطر للهجرة الى مختلف ارجاء المعمورة بحثا عن العيش الكريم , ولما كانت السياسة ثمرة التاريخ والتاريخ جذور السياسة وفي ظل ما يشهده عالمنا العربي من تفكك هوياتي والنزوع نحو الهويات الفرعية على حساب الهوية الوطنية الجامعة وتدخل قوى الخارج في الشؤون العربية كان لابد من استحضار النموذج اللبناني في هذه الدراسة المختصرة والاستفادة من دروس التاريخ لتجاوز عقبات الحاضر والتخطيط لمستقبل واعد يتجاوز اخطاء الماضي ويستفيد من التجارب العربية المعاصرة , وخير شاهد ونموذج على ذلك هو موقف مجلس النواب اللبناني من العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 , فعلى الرغم من الموقف الشعبي الداعم لمصر وانعكاس ذلك على مواقف النواب المستنكرة للعدوان الا ان تلك المواقف بقيت عاجزة عن اتخاذ موقف سياسي موحد تجاه دول العدوان ...