النظام الاقتصادي في العراق

شهدت دول العالم نظامين اقتصاديين : الأول الاقتصاد المخطط مركزياً ، وكان الاتحاد السوفيتي نموذجه الأساسي وتبعه في ذلك عدد كبير من الدول في شرق ووسط أوربا وأمريكا اللاتينية وأفريقيا ، والنظام الثاني هو اقتصاد السوق الذي كانت الولايات المتحدة نموذجه الأساسي وتبعتها في ذلك دول غرب أوربا على وجه الخصوص . كان كل نظام منها يسير في ركب نظام سياسي معين ، إذ تبنت النظم الدكتاتورية الاقتصاد المخطط في حين تبنت النظم الديمقراطية اقتصاد السوق . وكادت جميع اقتصادات العالم إما أن تطبق أحد هذين النظامين أو تجمع بينهما ، وكان من المستحيل حتى على الاتحاد السوفيتي أو الولايات المتحدة الأمريكية أن تطبق نموذجاَ خالصا للاقتصاد الموجه أو اقتصاد السوق دون تدخل من الحكومة ، بل كان الاقتصاد الموجه يشتمل دائما على بعض عناصر اقتصاد السوق ، وكان اقتصاد السوق بدوره لا يخلو من التدخل المباشر للحكومة . وفي هذا الإطار تبنت الصين الشعبية مبدأ " امة واحدة ونظامين اقتصاديين " وفي الوقت نفسه أكتسب نموذج الاقتصاد الحر المبني على اقتصاد السوق أتباعا جدداً وازداد القبول لفكرة الخصخصة وتنامي دور القطاع الخاص في عملية التنمية الاقتصادية في معظم دول العالم الثالث . والحقيقة إن معظم دول العالم بعد انهيار الاتحاد السوفيتي بدأت تتبنى وتطور أشكالا جديدة من اقتصاد السوق .