التراث والحداثة في الفكر العربي المعاصر علي أومليل أنموذجا

يروم هذا الكتاب معالجة مشكلة التراث والحداثة التي طرحها المفكرون العرب ابتداء من القرن التاسع عشر والتي لا تزال تسترعي انتباه الباحثين إلى الآن، فهي مشكلة لم تستطع الأيام أن تأتي عليها، ولا أن تصرف عنها، على الرغم من قدمها نسبيا، ومشكلة لم يحسم فيها على الرغم من الحلول المتعددة التي أعطيت لها، كأنها مشكلة لا تقبل الحل، ومشكلة لم تظهر إلا لتبقى مطروحة فوق بساط البحث .اشتغل بها ثلة من المفكرين العرب المعاصرين محمد أركون ،طيب تيزيني حسن حنفي،طه عبدالرحمن ....أتى كل واحد منهم فيها، بما ظهر له رفعا لإشكالها يعد علي أومليل من أبرز المفكرين العرب الذين انشغلوا بهذا الموضوع ،وترجع أهمية نصوصه في التراث والحداثة إلى أنها جاءت في زمن حصل وما فتئ يحصل فيه كثير من الانكفاء والتراجع عن قيم التنوير النهضوية، التي اعتقدنا بناء على جهود بعض المفكرين في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي أنها أصبحت جزءا من مكاسب تاريخنا المعاصر. فإذا بنا نلاحظ في العقود الأخيرة عودة إلى التلويح من جديد بفكر الهوية المغلقة بدعوى الاستنجاد بالأصول والنصوص لمواجهة الغزاة الجدد، دون وعي تاريخي بمقتضيات ومتطلبات التغير التي حصلت وما فتئت تحصل في حاضرنا تكمن أهمية نصوصه في العودة مجدد ا إلى قيم التنوير وتعزيز الاختيارات النقدية والاختيارات الحداثية في فكرنا، وتجاوز أسئلة التراث، وبناء بدائل تتيح لنا استيعاب أفضل للحداثة