التقديم والتأخير في الجملة العربية بين الدرس البلاغي والتحليل التداولي

يعد التقديم والتأخير من المباحث الأساسية في الدرس البلاغي والتحليل التداولي؛ كونه يهتم بالتراكيب اللغوية المختلفة، أضف إلى أنه يبين السياقات التي ترد فيها عمليات التواصل المباشرة وغير المباشرة، وهذا الأمر حاصل في البلاغة العربية القديمة التي اهتمت بمقتضى الحال ومقاصد المتكلم، والأمر ذاته حاصل في التداولية التي ركزت على التفاعل التخاطبي بين المتكلم والسامع في مختلف السياقات والظروف الكلامية، ومن هنا وجد العلماء الدرسين أهمية كبيرة في دارسة هذا المبحث الجليل والتركيب الدقيق في الدرس اللغوي العربي؛ كون إن الدارسين اهتموا به في عدة جوانب من دراساتهم اللغوية بداءة من النحو والبلاغة ولسانيات النص والنظم...كونه جمع بين الحذف والذكر والاستبدال والاستلزام والتضمين وغيرها من المقامات المختلفة، والدلالات المتنوعة التي تبين عن قدرة المتكلم في الإنتاج التخاطبي، وعلاقته بالسامع. ومن ثم لا غرو أن يجد هذا المبحث أهمية من الدراسة في علم البلاغة والتداولية مادام أنه ارتبط ارتباطا وثيقا بعنصري التخاطب: المتكلم والسامع.