الحالة الوجدانية وأثرها في أحكام القضاء في الفقه الإسلامي

من سنة الله  أن يتقلب الإنسان بين أحوال مختلفة من الحزن والفرح، ومن الغضب والرضا، ومن الخوف والأمن، ومن البغض والحب، ومن الجوع والشبع، وغير ذلك من الصفات الفطرية والمشاعر القلبية، ومما لا شك فيه أن هذه الأحوال تؤثر على الحالة الفكرية للإنسان وعلى استيعابه العقلي، فإما أن تشوش على تفكيره، وإما أن يكون الاستيعاب العقلي في وضع طبيعي؛ وذلك حسب الحالة الوجدانية التي يكون عليها الإنسان. والشارع حكيم عليم راعى هذه الحالة الوجدانية للمكلف؛ فجاءت أحكامه على وفقها بما يحقق مقصود الشارع من الأحكام التكليفية، ودون أن يخرج التكليف عن وسع وقدرة المكلف. وتبرز آثار الحالة الوجدانية للمكلف على أحكام القضاء، خاصة تلك المتعلقة بالقاضي ومثله المحكم، أو المتخاصمين أو الشهود، وهذا ما تناوله البحث بالدراسة.