التأمين التكافلي "الإسلامي" في الجزائر

إن التغيرات الاقتصادية والاجتماعية وما تضمنته من مخاطر دفعت إلى تطوير أساليب التحوط من الخطر وتجنب الأضرار الناتجة عن تحققه, وكان ذلك بالتأمين والذي تطور عبر الزمن ليواكب هذه التغيرات, ويعطي الاطمئنان للأفراد وللمتعاملين الاقتصاديين, باعتبار أن عنصر الخطر جزء من هذه الحياة يهدد الأفراد في أرواحهم وممتلكاتهم, رغم هذه المميزات للتأمين إلا انه لا يوافق في الكثير من الحالات الأحكام الشرعية لاحتوائه على الربا والغرر.., مما يجعل التعامل به مغمور بشبهات شرعية, لذلك سعت المجتمعات الإسلامية إلى الاستفادة من هذه الخدمات لحاجتها لإدارة الأخطار في ظل ضوابط الشريعة الإسلامية, وكانت أول مبادرة لتأسيس شركة للتأمين التكافلي الإسلامي سنة 1979 بدولة السودان, إذ تعتبر هذه التجربة نواة هذه الصناعة التي انتشرت لتصبح ميدان مستقل بذاته, وظهرت دول متطورة فيها ومصدرة لها كماليزيا, وفي ظل هذا الانتشار لهذه الصناعة المالية سعت الجزائر لاحتضانها منذ 2006 بتأسيس شركة سلامة للتأمينات, وبالرغم من مرور فترة ليست بالقليلة لم تستطع هذه الصناعة أن تحقق نجاحا وتطورا كما حدث في الكثير من الدول, رغم نمو رقم أعمال الشركة الوحيدة لهذه الصناعة, إلا أن سوق التأمين التكافلي مازال يترنح في مكانه لاحتوائه على شركة واحدة, ويرجع ذلك إلى عدة معوقات تنظيمية واستثمارية وثقافية, خاصة في ظل عالم تحكمه مفاهيم العولمة.