مجتمعات ما بعد الصراع

تشكل قضية بناء السلام إحدى أبرز المعضلات التي تواجه الدول المأزومة بالصراعات، خاصة في مرحلة ما بعد الصراع، كون انّ عملية بناء السلام تستهدف أمن ورخاء وسكينة المجتمعات، وتتطلب إحداث تغييرات عميقة في سلوك الأطراف المتنازعة، وأبنيتهم الاجتماعية المنتجة للعنف، بما يدفعهم إلى التعايش والتفاعل السلمي مع آخرين يختلفون عنهم في الانتماءات والولاءات الاجتماعية، كما ان انعكاس البيئة الخارجية الدولية منها والاقليمية أثرا كبيرا في حالة التأزم ومسببا رئيسا في حدوث ازمات امنية داخلية، من خلال تكريس مصالحها، وفرض أولويات على مرحلة بناء السلام الذي يتطلب توافقا بين القوي الخارجية على دعم البلد المنكوب بالصراع المسلح في مجالات إصلاح الاقتصاد، والبنية التحتية المدمرة، والمساعدة في برامج نزع السلاح، وتدريب الأمن، والحكم الرشيد، وتمويل برامج إعادة النازحين، وغيرها، إذ ان التشبث بعملية بناء السلام، وحسن تطبيقها يساعد في سرعة عملية التحول الديمقراطي والاستقرار السياسي.لذا يشكل بناء السلام هدفا رئيساً لمختلف الكيانات والفئات الاجتماعية، بيد أنّ هذا الهدف يبقى في إطار الطموحات، إلا أذا توافرت له الأسس السليمة لتطبيقه.