القنوات التلفزيونية الفضائية الخاصة و الاسرة الجزائرية

شغلت الأسرة اهتمام الباحثين في مختلف التخصصات باعتبارها أكثر الظواهر الاجتماعية عمومية و انتشار، و أساس الاستقرار في الحياة الاجتماعية و النواة التي يقوم عليها بناء أي مجتمع، فهي تمثل الإطار العام الذي ينشئ فيه الأفراد و تعمل على ضبط تفاعلهم لتسهيل تكيفهم مع بيئتهم الاجتماعية وفقا لمعايير مجتمعهم. تعرضت الأسرة إلى مجموعة من التغيرات و التحولات خلال مسيرتها التاريخية، و كان لها الأثر الكبير على نسقها الوظيفي و على شكل بنائها، حيث انتقلت من الأسرة الممتدة المتكونة من عدد كبير من الأفراد و المتعددة الوظائف و المعتمدة كليا على أفرادها في تلبية احتياجاتها، إلى الأسرة النووية التي لا يتجاوز عددها ستة أفراد و تراجع كبير في وظائفها و اعتمادها على أنساق اجتماعية أخرى لتلبية احتياجاتها. تعد وسائل الاتصال الجماهيري و خاصة الفضائيات من أكثر المساهمين في إحداث تغيرات على مستوى نسق الأسرة ، وأحدثت تحولات عميقة على مستوى بنائها و وظائفها، وهذا ما سنحاول التطرق إليه من خلال تناولنا لموضوع الفضائيات الخاصة الأسرة الجزائرية.