اثر ثورات الربيع العربي

في عام 2011 دخلت منطقة الشرق الأوسط مرحلة نوعية جديدة من تاريخها الطويل إذ أحدثت ثورات الربيع العربي انقلاباً كاملاً في موازين القوى الإقليمية بحيث لم تعد مقتصرة على الإطاحة بأشكال تسلطية وقمعية من الحكم في دول عربية عدة وأخرى مرشحة للتغيير السياسي , ويعود السبب في انقلاب موازين القوى الإقليمية إلى مجموعة من الأسباب يتقدمها تشابه الأنماط السياسية والأيديولوجية لبرلمانات ما بعد الربيع العربي,وبشكل لم يعد معه المحتوى العروبي موضوعياً مقدم الأولويات وإنما المحتوى الأيديولوجي الإسلامي وسيما أن ثورات الربيع العربي صنعت عصراً جديداً للإسلاميين ومن ثم حولت القوى الإسلامية من صفوف المعارضة إلى مراكز صنع القرار, ويرتب هذا التغيير تحولات في بنية النظام الإقليمي والكيفية التي تنظر بها القوى السياسية المنتصرة في الانتخابات البرلمانية لبلادها ولمنطقتها الجغرافية وعلاقاتها بأقطابها وتحالفاتها الإقليمية.