مختصر البيان في مقارنة الأديان

إن أهمية دراسة الأديان لا جدال فيها، خصوصا في هذا العصر الذي أصبح فيه العالم قرية صغيرة، وأصبح التواصل والحوار مع الأخر ضرورة ملحة، وبالتالي أصبحت معرفة دين الأخر من بداهات العيش المثمر والفعال، فالأديان تشكل المكون الأساسي من ميراث الإنسانية الثقافي والحضاري، ومن ثم فإنه لا يمكن فهم الحضارات والثقافات المعاصرة وقيمها ومفاهيمها ومواقفها إلا إذا فهمنا الأديان التي تنتمي إليها، لأن الدين أحد المحركات الرئيسية للجنس البشري.هذا وقد انكب علماء المسلمين منذ العصور الأولى على دراسة الأديان – وإن اختلفت أغراضهم في ذلك – وصفا، وتأريخا، ونقدا، وجدالا ومقارنة، فألفوا في ذلك الشيء الكثير. فقد تنوعت مناهجهم في دراسة الأديان، فعندهم المنهج الجدلي أو النقدي ومنهج الرد. وقد أُلّف هذا الكتاب على وجه الإيجاز والتيسير قدر الإمكان ليسهل فهم المواد واستيعابها على القارئ مع كون الموضوعات المذكورة تطلب البحث العميق التحقيق العلمي، لأن الغرض من هذا الكتاب تبيين وتوضيح عقائد الديانات المختلفة من دون تعقيد. وكذلك يعطي هذا الكتاب بعض المعلومات المختصرة، والخطوط العريضة عن أهمّ الأديان والفرق والمذاهب السائدة.