إذا كانت الحروب الصليبية قد سيطرت على الأفكار والمشاعر في الغرب بصورة كبـيرة منذ القرن 11 وحتى القرن 15، وظلت أصداؤها حتى يومـنا هذا، ولكن بدرجة أقل، فإنها أيضا كانت عظيمة الـتأثير في العالم الإسلامي والذي لم ينس مطلقا أولى القبلتين وثالث البقاع المقدسة عند المسلمين بيت المقدس. وبالرغم إن الدولة الزنكية هي أول من بدأ الجهاد ضد الصليبيين أو الفرنج كما أطلق عليهم المؤرخون المسلمون في العصور الوسطى فإن وصول صلاح الدين الأيوبي إلى السلطة في مصر ثم السيطرة على معظم بلاد الشام قد أحدث عددًا من التغيرات المؤثرة في تاريخ مصر والعالم الإسلامي وكذلك التاريخ الحضاري لمدينة القاهرة. وقد نجح صلاح الدين الأيوبي في استرجاع القدس بعد 81 عاماً من احتلالها من قبل الفرنج. وعلى المستوى المحلي في مصر فقد دشنت هذه التغيرات التي أحدثها الأيوبيون في تحويل القاهرة إلى مدينة بالمعنى المعروف. ومن ناحية أخري فإن بناء القلعة التي أصبحت المقر الرسمي والسياسي والإداري والعسكري لمصر، أسهم بقوة في التأثير على مصير المدينة لمدة تزيد عن ستة قرون. وكذلك أسهم بناء سور ضخم يضم القاهرة والفسطاط وما بينهما في تحويلها إلى مدينة كبيرة، وسمح أيضا بتطور الكيانان في إطار فريد من نوعه. وعلى الرغم من قلة ما وصل إلينا من آثار هذه الفترة فإنها تدل بوضوح على عمق التغيرات الفكرية والحضارية التي حدثت بالقاهرة في تلك الفترة
Détails du livre: |
|
ISBN-13: |
978-620-5-63538-4 |
ISBN-10: |
6205635380 |
EAN: |
9786205635384 |
Langue du Livre: |
عربي |
de (auteur) : |
طارق حسين |
Nombre de pages: |
272 |
Publié le: |
01.08.2023 |
Catégorie: |
Architecture |