الإدارة بالتجوال كدليل تسييري في مؤسسات القطاع العمومي

من بين القواعد التي يذكرها Kenneth Blanchard و Spencer Johnson في كتاب The One Minute Manager : ساعد العاملين تصل لأقصى طاقة لديهم.. زرهم وهم يعملون شيئاً ما بإتقان"؛ جملة رغم بساطتها إلا أنها تطرح تبويباً أكثر ليناً لطريقة التواصل التي فُرض أن تكون بين الرئيس والمرؤوس، والتي تختلف في لهجتها على ما تعودنا عليه خلال العقود الأولى من الممارسات الإدارية التي حكمتها مصطلحات أكثر رسمية وصرامة في تسيير شؤون الموظفين. فعلى الرغم من المنافع التي أثبتتها التقسيمات الهرمية الكلاسيكية والقنوات الرسمية -المحدَّدَة الإتجاهات- التي شكلت معالم شبكة الإتصال داخل المنظمة، إلا أن المستجدات الحالية وإرتفاع سقف التوقعات إستحدث العديد من الأشكال القيادية التي تتطلب في مبدئها التخلي – ولو بشكل نسبي- على طريقة (The One Way) في إتخاذ القرارات أو التخاطب، أين زاد الطلب على فكرة إدراج أساليب بديلة عن التنظيمات البيروقراطية، الهياكل المركزية، التسيير بواسطة المكاتب المغلقة.. الخ، وإستبدالها بقنوات إتصال أقل رسمية وأكثر تفرعاً، ما يضمن تشكيل تنظيمات أكثر مرونة وشفافية من حيث التواجد والتعامل.واحد من النماذج التسييرية التي دعت لضرورة التحجيم من طرق التواصل الرسمي والتقليل من المسافة التفاعلية بين المسؤول ومرؤوسيه من خلال التواجد الفعلي لكليهما على أرض الميدان؛ أسلوب MBWA، الذي سيحاول هذا الكتاب مناقشته.