تأثير التغيرات الديموغرافية العالمية على طبيعة الطلب السياحي الدولي

إن الطلب السياحي يتميز بكثافته في الوقت الحالي، وليس أدل على ذلك من تسجيل الطلب السياحي الدولي لمعدلات كبيرة ومتزايدة باستمرار، حيث تنامى هذا الطلب بنسبة 4.5% بين يناير- أغسطس 2011، وسجلت المقاصد السياحية عبر العالم حركة سياحة تقدر بنحو 671 مليون سائح دولي في هذه الفترة، أي بزيادة قدرها 29 مليون سائح عن نفس الفترة في العام السابق2010 (والذي سجل عدد وصول كلي للسياحة الدولية بلغ 935 مليون سائح)وأستمر هذا المعدل في النمو حتى وصل إلى أكبر معدل له عام 2015، حيث بلغ عدد السائحين المغادرين للخارج نحو مليار و184 مليون شخص ( منظمة السياحة العالمية 2016). إن نجاح الدولة السياحية يعتمد على التقييم الناجح لجملة العوامل والتطورات المؤثرة على عملية الطلب السياحي، ومن ضمن هذه التطورات التي يجب أن تتفهمها الدولة السياحية هي مسألة التغيرات الديموغرافية، والتي يقصد بها تلك الاختلافات والتغيرات التي طرأت على التركيبة الديموغرافية للسكان،هذه التركيبة التي تشمل بدورها عدة عناصر وتقسيمات مختلفة يطلق عليها "الظاهرة الديموغرافية"، وهذه العناصر تشمل عدة متغيرات مجتمعة مثل مستوى التعليم ومستوى الدخل والمستوى الاجتماعي والثقافي "القيم والطموحات" والعمر والجنس وتركيبة الأسرة والجنسية والمعتقدات الدينية والمستوى الصحي ومستوى المعيشة فضلا عن عدة متغيرات أخرى هامة مثل معدلات الخصوبة والهجرة وأنماط العمل.