تجليات عشتار في الشعر الجاهلي

جميل أن يرى الإنسان غرس فكره ينمو بأفكار غرسه من الباحثين الموهوبين الذين يرفعون القواعد ويعلون البنيان، والأجمل أن يرى في وجوه هذا الغرس الإصرار على الغوص في المجهول، ونبش المستور، وتجاوز المألوف، لقراءة الموروث قراءة جديدة تعيد الاعتبار لإنسان العصر الجاهلي، وتنزل شاعره المنزلة التي يستحق. ولقد كان ذلك للأستاذة نادية أبو غزالة التي آثرت البحث في أصول الأشياء وعبور مغارات الفكر، وكهوف التاريخ، لتقف على حضور الأم الكبرى "عشتار" في الدين والأسطورة، وانسياحها في مخيال الشاعر الجاهلي، وتجليها في أشعاره، وفك ما انغلق من شفرات رموزها ومقاربته بفكر الجاهلي وطريقة حياته ونظرته للحياة والكون من حوله. لن أتحدث عن مخاطر الغوص في غياهب الأسطورة، ولا مصاعب البحث في مشاعب الشعر الجاهلي التي تغلبت عليها الباحثة بما امتلكته من أدوات البحث والتفكير العلمي الرصين وإنما أترك ذلك للقارئ الكريم ليرى قدر العناء والصبر والقدرة على تحمل الصعاب. أتمنى أن تتجلى "عشتار" للقارىء الكريم كما جلتها الباحثة، وأن تكشف عن قناعها وبعض أسرارها لمريديها داعيا للأستاذة نادية بالتوفيق في مشوارها العلمي وعطائها المستمر .