السلطوية والاغتراب

تحتل إشكالية السلطوية في التربية أهمية مركزية في الحياة التربوية، وتطرح هذه المسألة نفسها بقوة في خضم المشكلات الاجتماعية التي تواجه المجتمع العربي المعاصر. فقد أثارت إشكالية التسلط التربوي جدلا ساخنا في ظل نمو عدد كبير من النظريات التي تبحث في قضية السلطة التربوية واتجاهاتها ، وخاصة في دائرة صلاتها بقضايا الحياة الإنسانية ومجالاتها المختلفة . وفي العصر الحديث، تجاوز البحث في هذه الإشكالية حدود التأمل الفكري، وأخذ صورة دراسات ميدانية حول مظاهر العنف والسلطة التربوية. ومن يستقرئ الدراسات التي أجريت حول مظاهر العنف الطلابي، الذي شهدته المجتمعات الإنسانية المعاصرة في السبعينات والتسعينات وما بعدها في عواصم عالمية مختلفة، يدرك أهمية وعمق الإشكالية؛ فالانتفاضات الطلابية التي حصلت عام 1968 والتي شكلت سابقة تاريخية، لم تبدأ كمعارضة للسلطات العامة ؛ بل كمعارضة لأساتذة تلك الجامعات وسلطتهم ، ومعارضة للمؤسسات التربوية التي يمثلونها، فالثورة الطلابية قامت بالأصل ضد السلطة التربوية . المؤلف عبارة عن دراسة تهدف الى استقصاء درجة الممارسات السلطوية التي يتعرض لها طلبة الجامعات الأردنية وعلاقتها بدرجة اغتراب الطلبة. وقد تكونت عينة الدراسة من (3000) طالب وطالبة من أربع جامعات أردنية حكومية، وثلاث جامعات خاصة موزعة على مناطق شمال وجنوب ووسط المملكة تم اختيارها بالطريقة العشوائية.