الأزمات المالية المعاصرة

شكلت عملية تكرار حدوث الأزمات المالية فى الدول المختلفة خلال الربع الأخير من القرن العشرين ظاهرة مثيـرة للقلق والاهتمام، نظراً لما صاحبها من آثار سلبية حادة وخطيرة هددت الاستقرار الاقتصادى والسياسى للدول المعنية. ففى أمريكا اللاتينية, وقعت عدة أزمات مالية خلال العقدين الأخيرين من القرن العشرين. كما شهد النصف الثانى من التسعينيات من القرن العشرين تعرض بلدان جنوب شرق آسيا لأزمات مالية عصفت باقتصادياتها. وقد كشفت هذه الأزمات عن وجود جوانب ضعف بسياسات البلدان التى أصابتها الأزمات، وكذا بعض الثغرات بالنظام المالى الدولى ذاته, مما أبرز حقيقة هامة تتمثل فى أن تأثير أى مشكلة تواجه أى نظام مالى فى بلد ما لم يعد مقصورا على الحدود القطرية، وإنما أصبح يمتد إلى أبعد من ذلك ويصل إلى أسواق العالم الخارجية. وتسعى هذه الدراسة للتعرف على أهم الأسباب والعوامل المؤدية لوقوع الأزمات وانتشار عدواها فيما بين البلدان المختلفة. كما تتناول مجموعة الأزمات المالية التى شهدتها دول أمريكا اللاتينية، خلال الثمانينيات والتسعينيات من القرن العشرين، مع التركيز على تجربة المكسيك. هذا بالإضافة إلى تحليل الأزمات المالية التى تعرضت لها دول جنوب شرق آسيا عام 1997 وبداية عام 1998، مع التركيز على تجربة كوريا الجنوبية. وتستعرض الدراسة أيضاً الجهود الدولية المبذولة للحد من مخاطر وقوع الأزمات ومواجهة ما يقع منها.