يحي الفادني شاعراً...دراسة وتحقيق

الحمد لله البديع الرفيع، الذي أحسن ابتداء خلقنا بصنعته، وأولانا جميل الصنيع فاستهلت الأصوات ببراعة توحيده وهو البصير السميع، أدّب نبينا محمدًاصلى الله عليه وسلم فأحسن تأديبه حتى أرشدنا، جزاه الله عنا خيرًا إلى سلوك الأدب وأوضح لنا بديعه وغريبه، نحمده حمدًا يحصن به التخلص من غزل الشهوة إلى حسن الختام، ونشكره شكر من شعر ببديع صفاته فأحسن النظم، وأعوذ بالله من قوم لا يشعرون بهذا النظام، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة شاعر بأنَّه الواحد، وأن سيدنا محمدًا عبده ورسوله، المبعوث من بيت عربي، فصاحته على الأعراب والإعراب أعظم شاهد صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، الذين هم نظام هذا البيت الشريف، ودوائر بحره وأنواع بديعه وديباج صدره، وسلم تسليمًا كثيرًا( ). أمَّا بعــــد: يُعد الشاعر السوداني الدكتور يَحْيَىٰ علي الفَادْنِي من المبدعين، فهو أديب وشاعر وأستاذ أكاديمي جامعي امتلك القلم الذي يُسطِّر في كلِّ مكان، ويخفق بكلِّ المشاعر، له في التربية والتعليم إسهامات، وفي التدريس كذلك، إستخدم كلماته، فكتب شعراً ونثراً، و كان له حضورٌ مميزٌ وبارز في الساحة الأدبية والعلمية، لكنّه لم يحظَ بدراسة مستقلة تتناول قصائده ونتاجه الأدبي، للأسف حتى فارق الدنيا، وله مخطوطات ذات قيمة لم تر النور بعد، مثل كتابه [إعراب القرآن]، الذي يعتبر سفرا قيِّماً.