عقد تقديم خدمة الاستشارة الفنية والاستشارة القانونية

المعرفة القانونية هي أساس التزام أي باحث، وغاية اشتغاله هوتنمية تلك المعرفة وتقديم حلول عملية لمختلف المشاكل الاجتماعية والاقتصادية؛ ذلكم هو السياق الذي تندرج فيه هذه الدراسة، والتي بالقدر الذي تتغيى بسط آلية تقديم خدمة الاستشارة، فهي تتضمن في ثناياها التقنيات و الوسائل الميتودولوجية الكفيلة بالبحث و التحريعن المعلومة القانونية و تقديمها، و قد حاولت في ذلك ألا تكون الدراسة موجهة للمتخصصين في العلوم القانونية فقط، و لكن أيضا كان المسعى هو أن تتسم بأسلوب مبسط يمكن من إتاحة قراءتها و فهمها من ممارسي مختلف المهن و غيرهم. ثم إن المبتغى من هذا المنهج الذي تم اعتماده في سبيل تحقيق هذه الأهداف هو البرهنة و الدفاع عن فكرة أن القانون حي يتفاعل مع كل فئات المجتمع، وهوعلم ليس منغلقا على نفسه أوعلى فئة معينة فقط، إنما هو فن يستطيع تذوقه غير العارفين به أيضا، و لو على مستوى محاولة الفهم و الاستيعاب، مما يفتح المجال للاحتكاك بمحترفي القانون و تلطيف العلاقة معهم، و محو تلك الصورة النمطية لذى بعض الناس و التي مفادها بأن هذا العلم النبيل يتعالى على عوام الناس و أن رجل القانون كائن مثالي بعيد عن هموم الناس و يوميات حياتهم؛ كلا، إنه إنسان يعيش مع الإنسان و بيئته و محيطه، و يسعى إلى تنوير مجتمعه، و يبحث عن سبل الارتقاء به على كافة الأصعدة، مجسدا بذلك لمفهوم المثقف العضوي.