الانحراف العقدي للمسيحية بعد المسيح عيسى عليه السلام

تناولنا في هذه المذكرة موضوع الانحراف العقدي للمسيحية بعد المسيح عيسى عليه السلام، من خلال فصل تمهيدي وفصلين، درسنا في الفصل التمهيدي بعض المصطلحات ذات الصلة بالعنوان وهي الانحراف، العقيدة، المسيحية، ثم قمنا بدراسة أسس العقيدة المسيحية من القرآن الكريم وذلك نظرا لما يتمتع به من مكانة علمية خاصة، كما قمنا بدراسة المصادر التي اعتمدها المسيحيون بعد المسيح عليه السلام، وتتمثل في الكتاب المقدس بقسميه العهد الجديد والعهد القديم، وكذا المجامع الكنسية التي هي عبارة عن هيئات شورية تفصل في المسائل المختلف فيها عقدية كانت أو شرعية، وفي الفصل الأول ذكرنا أهم الأسباب التي أدت إلى انحراف المسيحيين عن عقائدهم التي جاء بها المسيح عليها السلام، وهي تنقسم إلى قسمين: أسباب داخلية وتتمثل في فقدان المسيحيين النص الأصلي لإنجيل عيسى عليه السلام، وكذا النصوص الأصلية للأناجيل المعتمدة، ثانيا بولس ودوره في تحريف العقائد المسيحية، ثالثا المجامع الكنسية، أما الأسباب الخارجية فتتمثل في الاضطهادات الرومانية التي عاشها المسيحيون طوال الأربعة القرون الأولى، ثانيا الوثنيات والفلسفات اليونانية التي كانت منتشرة آنذاك، ثالثا قسطنطين ودوره في انحراف العقائد المسيحة، وفي الفصل الثاني والأخير تناولنا آثار هذه العوامل والأسباب في تشكل العقائد المسيحية، ومثلنا على ذلك ببعض عقائد الألوهية وتتمثل في عقيدة التجسد.