المُتلازمات اللَّفظيَّة في المثل القُرآنيّ

لا تخرج الأمثال القرآنية عمّا يتصف به القرآن الكريم من فصاحة وإعجاز وبلاغة وبيان، فضلاً عن التدبر والتأمل والتفكر الذي تحتاجه الأمثال القرآنية لربطها بالواقع الحالي. أمّا ظاهرة المتلازمات اللفظية المعروفة في كل اللغات فهي تربط بين بعض الكلمات وتجعلها متجاورة بعضها مع بعض. والأمثال في الآيات القرآنية زاخرة بالمتلازمات اللفظية بأنواعها المختلفة، وهي تضفي على الأمثال جمالاً وإعجازاً ودلالات دقيقة وعميقة. وكل هذا يجعل دراسة المتلازمات اللفظية أمراً ضرورياً ومفيداً، ودراستها في المثل القرآني تمثل القمة في دراسة هذه الظاهرة . ولم يكن اختيارنا للموضوع عبثاً، إنما كانت ثمة أسباب تقف وراء ذلك، لعلّ أهمها: إهمال هذه الظاهرة في اللغة العربية، في حين يلحظ اهتمام اللغات الأخرى بدراسة هذه الظاهرة؛ لأن أصحابها أدركوا أهميتها للمتعلم والمترجم. يمكن الاستفادة من دراسة هذه الظاهرة في تحليل النصوص كافة للوصول إلى نتائج دقيقة ومفيدة. إن دراسة هذه الظاهرة سبيل إلى إغناء المعاجم اللغوية وإثرائها، وهي سبيل أيضاً لوضع معاجم خاصة بالمتلازمات اللفظية.