رمزية التمثلات والتمظهرات التعبيرية لشفرتي الطقوس والحلي

تهدف هذه الدراسة إلى التعمق في البعد الدلالي، والتواصلي لبعض الشفرات الاجتماعية الثقافية - حلي، طقوس- التي تعبر عن الخصوصية الثقافية، والاجتماعية للمجتمع القبائلي. وذلك باعتماد طريقة التحليل في الدراسات السيميولوجية، فطبيعة البحث السيميولوجي، كشكل من أشكال البحث الدقيق في المستويات العميقة لمختلف الأنساق التواصلية مهما كانت مادتها أو طبيعتها، يسمح بمعرفة معناها الحقيقي ومضمونها الخفي. بمعنى دراسة المعنى الظاهر واستنطاق المعنى الباطن للوصول إلى تحليل حقيقي لمدلولات ومعان أي نسق دال. وفي هذا السياق، تختلف تمظهرات الملامح الثقافية المادية منها وغير المادية؛ حيث تشمل كل ما ينتجه الإنسان، من أشكال ثقافية تواصلية تعبر في فحواها عن هوية الأفراد، وتخبر عن انتماءاتهم إلى ثقافة بعينها. لذلك فهي تمثل الكيفيات التي على أساسها ينتج الأفراد معارفهم، ويتبادلونها ويعدلونها، مهما كان الفضاء الثقافي الذي ينتمون إليه، والذي يعبر عن العمق الثقافي للجماعة الاجتماعية. إذا، وانطلاقا من كون التواصل الاجتماعي هو عملية نقل المعلومات بين المرسل، والمتلقي وفق مدونة متفق عليها، كما أنه يتم عبر أنساق دلالية. في هذا الصدد، يرى أمبرتو إيكو Emberto Eco أن مفهوم المدونة يتضمن كل أشكال الوفاق، والاتفاق الاجتماعي، فهي جملة الرموز المتفق عليها مسبقا بين المرسل، والمتلقي حول رسالة ما