الحركات الاجتماعية عبر التخصصات البينية

تمثل الحركات الاجتماعية أحد القضايا الهامة لدى دارسي علم الاجتماع السياسي؛ لما لها من تأثيرات مباشرة على السياق الاجتماعي وما يترتب عليها من تغير في فلسفة عمل المؤسسات السياسية وإعادة توزيع محتملة للقوة وتغير ثقافي واجتماعي. غير أن دراسة الحركات الاجتماعية من منظور تخصص أكاديمي محدد قد يترتب عليه إغفال الكثير من العوامل الأخرى التي تؤثر على نشأة الحركة ومدى شدة قوتها وطبيعة الآثار المترتبة عليها وقابليتها للاستمرار من عدمه. وإذا ما أمكن لنا كمتخصصين في علم الاجتماع أن ندعي بأن الحركات الاجتماعية تنشأ مدفوعة بالمظالم الاجتماعية وتدعمها القيم الموروثة وتحفزها العمليات الاجتماعية الأخرى، فكيف لنا أن نستكشف مشاعر الأفراد التي دفعتهم للانخراط في الفعل الجمعي، وتأثير السياق التاريخي للحركة، وطبيعة الإطار القانوني وآلية عمل المؤسسات القانونية، وتأثير ماكينة الدعاية الإعلامية وقابلية الرأي العام للتوجيه من قبلها ..إلخ. وبناء عليه؛ يتناول الكتاب الحركات الاجتماعية من منظور تخصصات مختلفة في محاولة لبناء رؤية نظرية ومنهجية لدراسة الحركات الاجتماعية عبر التخصصات البينية.