التمهيد في علم القراءات وتوجيهها

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا.وبعد: فإن علم توجيه القراءات علم جليل به تعرف فصاحة اللفظ وجزالته ونكات القراءات وإعرابها وحججها وعللها وحقائق التفسير ولطائفه؛ ليكون بذلك عنوانًا لطالبه وتاجًا فوق رأس عالمه، فأجدر به من علم حري به أن يأخذ حظه من الدراسة والتحصيل والعناية والتبجيل والبحث والتطوير؛ إذ صار مصدرًا مهمًا من مصادر تفسير القرآن بالقرآن ومن هنا تنبع أهميته وتتضح أفضليته، وتتجلّي مقاصده وأهدافه، فتبعث الهمة في النفس وتحفزها لنيله ودراسته والوصول إلى نتائجه ومسائله الدقيقة. فكان ذلك مما حفَّزني للبحث في هذا الموضوع والكتابة فيه، فبدأت بالتمهيد له والتأصيل لمباحثه ومسائله؛ وذلك بتعريفه وبيان مسمياته ومصطلحاته، والبحث في أنواعه والأسباب الباعثة على التأليف فيه؛ ومراحل التوجيه والاحتجاج من عصر الرسول – صلى الله عليه وسلم – والصحابة - رضي الله عنهم - والتابعين إلى عصر التدوين والمناهج التي اتبعها المؤلفون في تدوين هذا العلم.والله ولي التوفيق.