حقوق الأقليات وأليات حمايتها في الواقع الدولي المعاصر

إن وجود الأقليات كجزء من مكونات شعب الدولة يعبر عن حالة طبيعية ترتبط بالبناء التكويني لمجتمع الدولة ولوجود مجموعات بشرية تنتمي إلى ثقافات متعددة وتحمل هويات ثقافية واجتماعية مغايرة بسبب الاختلاف في اللغة أو الدين أو المعتقد أو العرق أو الانتمائي القومي أو العرقي أو الطائفي، وان وجود هذا التنوع والاختلاف في النسيج الاجتماعي والثقافي ينبغي أن يكون مصدر ثراء ودعم لتطوير مظاهر الحياة الإنسانية داخل الدولة وتعزيز قيم التسامح والتعايش والسلم الأهلي والسلم المجتمعي. وإن الأقليات رغم أن هناك من ينظر اليها باعتبارها تحدي حقيقي ومشكلة في تحقيق الانسجام فيما بينها وبين الآخرين، لكن في الواقع إن وجود تمثيل حقيقي للأقليات واعتراف بحقوقهم وتمكينهم من التمتع بتلك الحقوق يجعل موضوع الأقليات مؤطر بضمانات حقيقية تعمق من شعور الجميع بالتساوي ودخول مختلف مكونات المجتمع في بودقة المواطنة وعدم الإحساس بوجود تمييز في المعاملة وتحول الموضوع إلى عنصر لدعم وجود الدولة وتطوير أفاق الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ومصدر لتعزيز الاستقرار السياسي في الدولة.