الهجرات الحضرمية إلى جنوب شرق آسيا

"من الصعوبة أن تشرق الشمس على مكان لا يوجد فيه حضرمي" مقولة تحمل في ظاهرها نوعا من المبالغة، ولكنها تحمل في جوفها قدرا كبيرا من الحقيقة؛ يلمسها من كان له بعض المعرفة بالشخصية الحضرمية، أو ساعده الحظ في السفر والتنقل في مختلف دول العالم. فالإنسان الحضرمي كان ولا يزال حتى الوقت الراهن إما مهاجرا أو عائدا من هجرة أو منتظرا فرصته للرحيل عن حضرموت، والغريب في ذلك أن هذه الصفة أو الرغبة تشمل جميع الحضارمة، بمختلف طبقاتهم الاجتماعية، ومستوياتهم الاقتصادية وحتى العلمية. فالمنتمون للطبقات العليا سواء، كانت الاجتماعية منها أو الاقتصادية يتطلعون إلى السفر والهجرة؛ من أجل الحفاظ على مكانتهم المتميزة والبحث عن المزيد من المكاسب، والمنتمون إلى الطبقات الوسطى أو حتى الدنيا يدفعهم عدم القناعة أو الرضوخ للمصير الذي كتب أو فرض عليهم، إلى الإصرار على تجاوزه، وتحسين مكانتهم الاجتماعية ووضعهم المعيشي، وفي ذلك يتساوى أيضا الذين لم ينالوا حظهم من التعليم والذين اكتسبوا قدرا كبيرا منه؛ فتجدهم مهاجرين في مختلف بلاد العالم سواء القريبة من اليمن أو البعيدة عنها.