الذكاء الاجتماعي والعاطفي وسبل تنميته لدى أبنائنا

لماذا هذا الكتاب؟ إن النجاح المهني والأكاديمي لا يعتمد فقط بالدرجة الأولى على قدرات المتعلم العقلية، ولكن ما يمتلكه من مهارات اجتماعية وكفايات عاطفية لها الأثر الأكبر في هذا النجاح في مجالات الحياة المختلفة، وفي مختلف المراحل العمرية، فهي تلعب دورًا كبيرًا في بناء الثقة بالنفس وشحذ الدافعية والتعامل الإيجابي مع الذات ومع الآخرين وتحقيق العديد من الابتكارات والانجازات، ولأننا لا نريد لأبنائنا أن يسيطر عليهم الإحباط، وسوء التوافق النفسي والاجتماعي، كما لا نريد أن يتملكهم الغضب والعنف والعدوان، والملل والضيق، وسرعة الانفعال وحدته وتجاوزه، فيسعدني ويشرفني أن أقدّم لإخواني وزملائي في وزارات التربية والتعليم، ومراكز التطوير التربوي، والمعلمين، والمربين، وأبنائي وبناتي الطلاب والطالبات، في عالمنا العربي هذا الكتاب الذي يهدف إلى إكساب الطلاب والطالبات المهارات الشخصية التي تساعدهم على فهم مشاعرهم وانفعالاتهم، وتمكنهم من السيطرة عليها جيدًا، وفهم مشاعر الآخرين وانفعالاتهم، وحسن التعامل معهم، وقدرتهم على استغلال طاقتهم الوجدانية في الأداء الجيد، وعلى إقامة علاقات طيبة مع المحيطين بهم، واستخدام هذه القدرات أو المهارات في حل المشكلات، وتوجيه التفكير والسلوك من أجل حياة ناجحة وفعالة.