لقد كانت الكتب والمكتبات هي طريقة القدماء في نشر الثقافة والمعرفة ، ولما كان يتعذر على غير الأغنياء اقتناء الكتب نظرًا لأنها كانت مخطوطات باهظة الثمن ، لجأ من أحب تعليم الناس وتوعيتهم وتثقيفهم إلى إنشاء مكتبة يجمع فيها الكتب ، ويفتح أبوابها للناس ، كما فعل البطالسة في مكتبة الإسكندرية ، والعباسيون في بيت الحكمة ببغداد . ثم كانت الكتب نواة الجامعات الإسلامية المبكرة ، كبيت الحكمة في بغداد العباسية ، ودار الحكمة في القاهرة الفاطمية ، وقد كان ذلك داعيًا إلى اختلاف المؤرخين والباحثين في طبيعة هذه المؤسسات (المكتبات) ، وما إذا كانت تعد مدارس تعلم وتربي أو مجرد أماكن للقراءة والإطلاع ؟ ، ثم أصبحت هذه نماذج لهذا النوع من المنشآت سواء شيدتها الدولة (مكتبات عامة) ، أو أسسها الأفراد (مكتبات خاصة أو مكتبات أسسها بعض القادرين ليقرأ فيها طلاب العلم والمعرفة) ، وعلى هذا أصبحت المكتبات في المعمورة الإسلامية في عصور الحضارة العربية الإسلامية تقوم بمهمة المعاهد العلمية في عصرنا الحديث بالإضافة على ما تقوم به دور الكتب في الوقت الحاضر من خدمات علمية وثقافية . والدارس لتاريخ الكتب و المكتبات في الحضارة الإسلامية سيجد أن بعضها شيدته الدولة من أجل تثقيف الناس ، مقدمة الرعاية التامة والكاملة لهذه المكتبات من أجل أن تؤدي دورها التعليمي والتربوي على أكمل وجه
Book Details: |
|
ISBN-13: |
978-3-330-84972-3 |
ISBN-10: |
333084972X |
EAN: |
9783330849723 |
Book language: |
عربي |
By (author) : |
يسري عبد الغني عبد الله |
Number of pages: |
176 |
Published on: |
2017-02-09 |
Category: |
Cultural history |