لم تزل التفكيكية تمارس سحرها الأخاذ ليس على المناهج المعرفية فحسب وإنما اتسع التأثير التفكيكي ليصبح موشورا فكريا مميزا تعكس ألوانه أطياف المنجزات الإنسانية في الحقول الفلسفية والثقافية والنقدية والأدبية والجمالية . وبما ان التفكيك إستراتيجية حياة , فانه لم يقصر تأثيره على المجالات أعلاه فقط , بل شملت مجساته وأجهزته ومباضعه الجسد الأخلاقي والسياسي العليل وحاولت ان تمارس دور الطبيب المتمرس , لتشخص العلل وتوصف الداء وتقترح الدواء , وكأن دريدا في ردائه الأبيض الذي يستمد بياضه من بياض شيبه الفضي يعاين الجسد المتمدد أمامه طولا وعرضا , مشيرا الى صيدلية أفلاطون التي تمد الجسد – الحضارة بالدواء الذي يحمل قوة الداء , غير ان الداء (الميتافيزيقا ) الذي شل الحضارة أصبح مستعصيا على العلاج ’ كما ان التدخل الجراحي في بتر الأعضاء يشوه هذا الجسد المتناسق والمتهالك , فما السبيل يا ترى والعالم يفقد الثقة شيئا فشيئا في الطبيب وأساليبه وفي العلاج وعقمه ؟
Détails du livre: |
|
ISBN-13: |
978-3-330-85015-6 |
ISBN-10: |
3330850159 |
EAN: |
9783330850156 |
Langue du Livre: |
عربي |
de (auteur) : |
جاسم بديوي |
Nombre de pages: |
156 |
Publié le: |
08.05.2017 |
Catégorie: |
Philosophie |